https://buff.ly/37aknVm

شهادة صادمة لرجل يغتصب زوجته كل يوم

على الزوجة الاستجابة لزوجها عند طلبها إلى الفراش، ولا يجوز لها التأخر عن أداء هذا الحكم العسكري بل عليها التنفيذ الفوري دونَ أي حوار مسبق بينهما، فهيَ وجِدَت من أجل إرضاء ملذاته ورغباته وعليها الإطاعة دونَ أي ممانعة . . ! لكن ما الذي يحدث عندما تلبّي الزوجة هذه الأوامر المفروضة عليها مصحوبة بمشاعر الكراهيّة والخوف اتجاه شريكها دونَ أيّ إحساس بالشعور باللذة ؟؟ !!

بالطبع،

يحدث « الإغتصاب الزوجي » . . ! كيف لذلك أن يتمّ ؟ ولماذا يحدث ؟ وما هو هذا النوع من الإغتصاب ؟ ولماذا لا يتمّ الحديث عنه ؟ « نسوة كافيه » طرحت هذه الأسئلة وغيرها على الأخصائية في علم النفس الدكتورة جيزيل أبي شاهين، التي تعمَل بالتعاون مع منظمة كفى عنف واستغلال على معالجة النساء اللواتي تعرّضن لإغتصاب من قبل أزواجهنّ، وعن مفهوم الإغتصاب الزوجي تستهلّ بالقول:  » هو إكراه الزوجة على ممارسة العلاقة الجنسية من قبل الزوج، بشكل يتم فيه استخدام العنف والتهديد دون رضاها  » .

لماذا يغتصب الرجل زوجته ؟

وتعرض لعوامل متعددة تدفع الرجل لإغتصاب زوجته، وتلخّص أبرزها:  » فمن جهة إولى لأننا نعيش في ظل مجتمع أبوي وهيمنة ذكورية، حيثُ للرجل حقّ السيطرة بطريقة مطلقة على المرأة من أجل إرضاء احتياجاته الجنسية، وله الحق في استعمال السلطة لفرض ما يريد، ومن جهة ثانية: الإختلاف في التربية لكل من الرجل والمرأة، فالرجل ينشأ على ممارسة العنف، بينما المرأة تتربّى على إطاعة زوجها والرضوخ له والإنصياع لأوامره، ومنذُ الصغر يحضّر الأهالي أطفالهم على هذه الأدوار التقليدية  » .

وتتابع أبي شاهين الحديث عن دوافع الرجل لإغتصاب زوجته،  » فمن ناحية ثالثة: نجد نظرة المجتمع، فهو لا يعترف إلا بالحاجات الجنسية للرجل، بينما المرأة ليس لديها ولو حق التعبير عن احتياجاتها، ومن ناحية رابعة: انعدام التوعية وعدم وجود حرية جنسية ما يؤدي إلى كبت وهذا بدوره يؤدي إلى العنف في العلاقة الجنسية، خامساً: الزواج بالإكراه (الإجباري)، سادساً: الإضطرابات النفسية للزوج الناشئة عن تعاطي الكحول والمخدرات، إضافة إلى عدم وجود وعي كافٍ لدى كل من الشريكين للحديث والمصارحة عن احتياجاتهم الجنسية  » .

صعوبات كثيرة وتأثيرات كبيرة

لكن لماذا لا يتم الحديث في هذا الموضوع ؟، تجيب د. جيزيل:  » هناك صعوبة لدى المرأة لمعرفة أنها تتعرّض للإغتصاب الجنسي، وليس لديها القدرة في الحديث عنه أو تمييزه خصوصاً أنّ ذلك يحدث داخل إطار مؤسسة الزواج، ونتيجة عدم وجود معرفة بحقوقها وذلك لعدم وجود حوار يتعلق بالمسائل الجنسية وغياب جمعيات تقوم بالتوعية على هذا الأمر، ومن أسباب صعوبة الحديث بالموضوع أيضاً هو الخجل، والخوف من التفكك العائلي (الطلاق)، وعدم وجود دعم عائلي للزوجة وعدم استقلاليتها مادياً  » .

في المقابل، ما هي تأثيرات الإغتصاب الزوجي على الزوجة؟ توضح:  » هناك التأثيرات النفسية: كالصدمة، الإكتئاب، الإنعزال والشعور بالوحدة، عدم الثقة بصورة الرجل، عدم الإعتبار بالذات، وقد تصل الأمور إلى محاولة الإنتحار، وهناك التأثيرات السلوكية: كحدوث مشاكل جنسية، الخوف من ممارسة الجنس، البرودة الجنسية، الأكل بإفراط شديد، التدخين بشراهة، شرب الكحول، تعاطي المهدئات، وهناك التأثيرات الجسدية: كالأوجاع المزمنة وغير المبررة طبيّاً، الألم في الرأس والضهر . . كل هذه المسائل يدعو الزوجة لرفض إقامة علاقة جنسية مع زوجها، لأنها تربط بين العلاقة والشعور بالخوف والإنزعاج والألم وعدم الشعور باللذّة  » .

مرض نفسي علاجه الإستماع والمتابعة

وتجد الأخصائية أبي شاهين  » أنّ ممارسة الإغتصاب الزوجي هو مرض نفسي، فالرجل عندما يقوم باغتصاب زوجته من المؤكّد أنّ يكون لديه اضطرابات نفسية، كأن تكون لديه مشاكل بطفولته وخلل في علاقته مع أمه وتسببت هذه العلاقة المتوترة بأمه إلى إذلال، مما يخلق حاجة للرجل بالسيطرة على المرأة والإنتقام منها، وأما أنّ لديه مشكلة مع سلطته الداخلية وليس بإمكانه ضبط أو منع نفسه من القيام بأي تصرف سلوكي، أو أنّ لديه شعور باللذة عندما يرى الآخر يتألم  » .

وعن مهماتها في مركز الإستماع والإرشاد النفسي التابع لمنظمة كفى، تشرح:  » نقوم في المركز بالإستماع والمتابعة النفسيّة للنساء اللواتي تعرّضن للإغتصاب الزوجي، ودعمهنّ وإخراجهنّ من حالة الإنعزال ومساعدتهن على بناء صورة أنفسهن وإعادة بناء صورة الرجل، لأنّ أكثر ما يؤذي في هذا النوع من الإغتصاب هو العنف المعنوي والنفسي « ، وفي هذا الإطار تشير إلى  » أنّ القانون الفرنسي يعتبر أنّ الإغتصاب في ظل علاقة عاطفية تربط الشريكين أكثر تأثيراً وأشدّ ألماً، لهذا نجد أنّ الرجل إذا اغتصب إمرأة ينال عقوبة 15 سنة سجن، أما إذا اغتصب زوجته فعقوبته مضاعفة وينال 20 سنة سجن  » .

موضوع حميم نتائجه كارثية

وفي نفس السياق، تقول ريما أبي نادر، مديرة مركز الإستماع والإرشاد في منظمة كفى عنف واستغلال،  » عادةً لا تقصد السيدات المركز لتعرّضهن لعنف جنسي، إنما للأشكال الأخرى من العنف، ( العنف الجسدي، النفسي، الإقتصادي، اللفظي، الديني )، وذلك لأنّ الموضوع حميم ومعقّد لأن في ذهنيّة المجتمع لا وجود للإغتصاب الزوجي، باعتبار أنّ من حق الزوج ممارسة العلاقة مع زوجته مهما كانت الممارسات التي يرتكبها معها من عنف لفظي ومعنوي وجسدي قبل الولوج في العلاقة  » .

وتضيف:  » بعد متابعة كل إمرأة نفسياً وتمكينها معنوياً وبناء الثقة مع الأخصائية الإجتماعية والنفسيّة، تبوح وتكشف عن تعرضها لاغتصاب زوجي، وفي كثير من الأوقات يتناقض متطلبات الزوج والممارسات التي يطلبها من شريكته مع تربيتها وقيمها ومفهومها للعلاقة الجنسية، فهي تكون في عالم وهو في عالم آخر، لكن الأهمّ لدى الرجل هو تلبية ملذاته ورغبته بغض النظر عن أي اعتبارات، وهذا للأسف، يؤدي إلى نشوء الكثير من الخلافات وبالتالي إلى حدوث خيانات زوجية  » .

ضرب وإهانة . . ثمّ علاقة !!

وتجد أبي نادر:  » أنّ الزوج لا يأخذ بعين الإعتبار مشاعر زوجته ولا يقدّر ظروف تجاوبها، فهو يقدم على ضربها وتحقيرها وبعد ذلك يصطحبها إلى غرفة النوم، بينما من المفترض أن يتم تبادل المشاعر بين الطرفين، فالعلاقة الحميمة من المفترض أن تكون مبنية على علاقة حب بينَ الشريكين، وأن لا تكون مبنية على الغريزة وإلا لا تختلف كثيراً عن الكائنات الأخرى  » .

وتلفت إلى  » أنّ هذا النوع من العنف هو عنف غير معلن، فالعنف الجسدي عادةً تكون آثاره ظاهرة من أورام وآلام وأيضاً العنف المعنوي من اكتئاب وانهيار نفسي، لكن الإغتصاب الزوجي هو عنف لا يمكن إثباته إلاّ عن طريق الزوجة نفسها وهذا ما يستلزم جرأة منها للكشف عن ذلك، ونحنُ نطالب حالياً بإقرار قانون يحمي النساء من كافة أشكال العنف بما فيه هذا النوع من الإغتصاب  » . . فهل ينجح هذا القانون في حماية نساء لبنان من تنفيذ مهمات لا مزاجَ لهنّ فيها في وقتٍ من الأوقات ؟ سؤال برسم المستقبل !! .