أصدرت عدة مديريات إقليمية لوزارة التربية الوطنية بالمغرب دوريات حول التحاق تلاميذ التعليم الخصوصي بالتعليم العمومي، إذ تخبر مديرية أكادير اداوتنان أن آخر موعد لتقديم طلبات الانتقال هو 16 يوليوز 2020.
هذا، وشددت المديرية أن التحاق تلاميذ التعليم المدرسي الخصوصي بمؤسسات التعليم العمومي يتطلب من المعنيين بالأمر الحصول على إذن مسبق من طرف المديرية الإقليمية.
وأوضح ذات المصدر أن من بين شروط الانتقال كذلك أن تقوم المؤسسة الخصوصية بملئ استمارة في موقع إلكتروني مخصص لهذا الغرض، و استخراج الوصل من البريد الإلكتروني المدلى به في الإستمارة و تقدمه لأب أو ولي التلميذ قصد توقيعه و تكوين ملف الترخيص لكل تلميذ من الطلب الموقع وإرفاقه بوثائق منها شهادة المغادرة مصادق عليها من طرف مصلحة الشؤون التربوية وهي مهمة تنجزها المؤسسة الخصوصية، والمسار الدراسي للتلميذ موقعا عليه من طرف المدير، بالإضافة لنسخة من نتائج الدورتين الأولى و الثانية للموسم الدراسي 2019/2020، وكذا شهادة التوجيه أو إعادة التوجيه بالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي لموسم 2019/2020.
* بقلم بلقاسم هكاشة – فاس
–
أولا، دعنا نتفق قبل البدء، المقال جاء بمناسبة قصة قريبة لسيدة تُدرس إبنها في التعليم الخصوصي، شاءت الأقدار أن يرحل زوجها إلى دار البقاء فأصبحت المعيل الوحيد لابنها، السيدة المذكورة سباقة وحريصة على الالتزام بأداء واجبات تمدرس أبنائها في ظل جائحة كورونا يقابله تماطل ومحاولة بعض موظفي الدولة والمقاولين والتجار التهرب من أداء نفس الواجبات.مشهد مُعبر أيقض رغبتي للتصالح مع القلم وكتابة هذا المقال الذي حتما ستجد فيه ثلة من المسحوقين ضالتها لأنها أخيرا وجدت مقالا يترجم معاناتها.
إن من بين الظواهر المغربية الغبية المثيرة للسخرية والتي ظهرت مع امتحان كورونا، هو امتناع « بعض » أولياء الأمور عن تسديد واجبات تمدرس أبنائهم في مؤسسات التعليم الخصوصي، يقابله أيضا سعي بعض أرباب المدارس إلى الخروج من قلب الأزمة بربح مادي أكبر…
ظاهرتين غريبتين، الكل يتحفظ عن الحديث عليهما بموضوعية وكأنه موضوع سيادي يمس ثواب الأمة، لا يعقل أن تسجل أبنائك في التعليم الخصوصي وأنت غير قادر على تسديد أو توفير ثلاث أشهر من مصاريف أبنائك الدراسية وإلا هز ولادك اسيدي وحطهوم فالمدرسة العمومية ثم طالب بجودة المدرسة العمومية ماشي تصور على الجيران بالطرونسبور سكولير ولبريفي (هذا شائع بمجتمعنا للاسف ) ومنين يقرب راس الشهر تبقى تموت وتقلب على السبة تاع ولدي ماتايفهم والو فالتعليم عن بعد باش ماتخلصش…، ثم الظاهرة الثانية المتعلقة بأرباب بعض المدارس الخصوصية والذين يتحدثون عن استحضار مبدأ التضامن وسعيهم المتواصل على الخروج من الأزمة منتصرين وليس بأقل الخسائر الممكنة، كل هذا على حساب الشيافر والمربيات والمرافقات وبعض الاساتذة.
المفروض أن أرباح بعض المؤسسات لشهر واحد يمكن أن تغطي مصاريف ونفقات شهرين أو شهر ونصف وبعملية حسابية فالمفروض أن أرباح الشهور الماضية قادرة على تغطية اربعة أشهر على الأقل، وبالتالي أرباب بعض المدارس « جشعون » حد الثمالة ويجب على الدولة تنظيم هاته العملية من كلا الجهتين، التزام الآباء بتسديد واجبات دراسة أبنائهم أو عدم الحصول على شواهد المغادرة، ثم تسديد مستحقات المسحوقين من السائقين ومستخدمي هاته المؤسسات سواء مرافقات كانوا أو أساتذة وإيقاف هذه الفوضى!!!
في المقابل، كل الاحترام والتقدير وتحية العز والشموخ والصمود لتلك الفئة من الآباء وأرباب المدارس الصادقين والمخلصين، الذين يفهمون المعادلة بشكل جيد، ولا تسمح لهم كرامتهم وعزة نفسهم للتباكي ومحاولة التهرب من أداء واجبات تمدرس أبنائهم، وأيضا أرباب المؤسسات الذين التزموا بتسديد مستحقات مسخدميهم بعيدا عن اللهطة والجوع والإقطاعية التي ضربت بعض زملائهم في القطاع.